خالد عزيز عضو مبتدئ
عدد المساهمات : 10 نقاط : 30 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/03/2010
| موضوع: اسم اليهودي الذي مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهون عنده الثلاثاء 16 مارس 2010, 3:55 pm | |
| ـ اسم اليهودي الذي مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهون عنده :
0 (( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا إِلَى أَجَلٍ وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ )) . رواه البخاري (2509) الْيَهُودِيّ هُوَ : (أَبُو الشَّحْمِ ) , بَيَّنَهُ الشَّافِعِيّ ثُمَّ الْبَيْهَقِيّ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَهَنَ دِرْعًا لَهُ عِنْد أَبِي الشَّحْمِ الْيَهُودِيِّ رَجُل مِنْ بَنِي ظَفَر فِي شَعِير " اِنْتَهَى . وَأَبُو الشَّحْمِ : اِسْمه كُنْيَته , وَظَفَر : بَطْن مِنْ الأَوْس وَكَانَ حَلِيفًا لَهُمْ .
وَكَانَ قَدْر الشَّعِير الْمَذْكُور ثَلاثِينَ صَاعًا كَمَا رواه البخاري مِنْ حَدِيثِ عَائِشَة فِي الْجِهَادِ وَأَوَاخِر الْمَغَازِي . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمَد وَابْن مَاجَهْ وَالطَّبَرَانِيّ وَغَيْرُهُمْ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنْ اِبْن عَبَّاس . وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَقَالَا : " بِعِشْرِينَ " وَلَعَلَّهُ كَانَ دُونَ الثَّلاثِينَ فَجَبَرَ الْكَسْر تَارَةً وَأَلْغَى أُخْرَى .
وَوَقَعَ لابْن حِبَّان مِنْ طَرِيق شَيْبَان عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس أَنَّ قِيمَة الطَّعَام كَانَتْ دِينَارًا . وَزَادَ أَحْمَد " فَمَا وَجَدَ مَا يَفْتَكّهَا بِهِ حَتَّى مَاتَ "
وَفِي الْحَدِيث : جَوَاز مُعَامَلَة الْكُفَّار فِيمَا لَمْ يَتَحَقَّقْ تَحْرِيم عَيْن الْمُتَعَامَلِ فِيهِ وَعَدَم الاعْتِبَارِ بِفَسَادِ مُعْتَقَدِهِمْ وَمُعَامَلاتِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ . وَاسْتُنْبِطَ مِنْهُ جَوَاز مُعَامَلَة مَنْ أَكْثَر مَالِهِ حَرَام . وَفِيهِ جَوَازُ بَيْعِ السِّلاحِ وَرَهْنِهِ وَإِجَارَتِهِ وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْكَافِرِ مَا لَمْ يَكُنْ حَرْبِيًّا . وَفِيهِ ثُبُوتُ أَمْلاكِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِي أَيْدِيهِمْ . وَجَوَاز الشِّرَاءِ بِالثَّمَنِ الْمُؤَجَّلِ . وَاِتِّخَاذ الدُّرُوع وَالْعُدَد وَغَيْرهَا مِنْ آلاتِ الْحَرْبِ وَأَنَّهُ غَيْرُ قَادِحٍ فِي التَّوَكُّلِ . وَفِيهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ التَّوَاضُعِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَالتَّقَلُّلِ مِنْهَا مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهَا , وَالْكَرَمِ الَّذِي أَفْضَى بِهِ إِلَى عَدَمِ الادِّخَارِ حَتَّى اِحْتَاجَ إِلَى رَهْنِ دِرْعِهِ , وَالصَّبْرِ عَلَى ضِيقِ الْعَيْشِ وَالْقَنَاعَةِ بِالْيَسِيرِ . وَفَضِيلَة لأَزْوَاجِهِ لِصَبْرِهِنَّ مَعَهُ عَلَى ذَلِكَ .
قَالَ الْعُلَمَاء : الْحِكْمَةُ فِي عُدُولِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مُعَامَلَة مَيَاسِير الصَّحَابَة إِلَى مُعَامَلَةِ الْيَهُودِ : إِمَّا لِبَيَان الْجَوَاز . أَوْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ إِذْ ذَاكَ طَعَام فَاضِل عَنْ حَاجَةِ غَيْرِهِمْ . أَوْ خَشِيَ أَنَّهُمْ لا يَأْخُذُونَ مِنْهُ ثَمَنًا أَوْ عِوَضًا فَلَمْ يُرِدْ التَّضْيِيق عَلَيْهِمْ , فَإِنَّهُ لا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ إِذْ ذَاكَ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ وَأَكْثَر مِنْهُ فَلَعَلَّهُ لَمْ يُطْلِعْهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَإِنَّمَا أَطْلَعَ عَلَيْهِ مَنْ لَمْ يَكُنْ مُوسِرًا بِهِ مِمَّنْ نَقَلَ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
فتح الباري (5/167)
| |
|