محمود هويدى Admin
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 615 نقاط : 2024 السٌّمعَة : -1 تاريخ الميلاد : 11/03/1963 تاريخ التسجيل : 21/02/2010 العمر : 61
| موضوع: من أشهر المرافعات لأشهر محاكمة تأديبية الإثنين 22 مارس 2010, 7:20 pm | |
| من أشهر المرافعات لأشهر محاكمة تاديبيه
انعقد لواؤها لأكبر عبقريتين قانونيتين انجبتهما مصر وهما :
عبد العزيز فهمى رئيس محكمة النقض منعقدة بهيئه مجلس تأديب ومرقس فهمى المحامى بمناسبة الحكم بالغرامة على عدد من أعظم المحامين فى عصرهم وتقديمهم للمحاكمة التأديبية بتهمة اهانة محكمة الجنايات لانسحابهم من المرافعات امامها ..
ويمهد فارسنا لمرافعته فى هدؤ ليزيل التوتر المعلق ويشيع الألفة فى جو المحاكمة ويصور الواقعة على انها مجرد لبس يعرضه الاشقاء على الأباء لأستجلاء رأيهم فيه ..
فيقول (( ان الموضوع المطروح ليس خصومة يترافع فيها أمام أعلى هيئة لتفصل فى النزاع بل هو مجلس عائلة بحكم سرية المحاكمة التى فرضها القانون للتفاهم حول الحادث الذى عكر صفو التضامن وليقول الأباء الأجلاء حكمتهم ))
ثم يمضى على هذا النحو فى مرافعته للقضاء على اى شبهة للأستقطاب أو التحزب فيدلل على أن القضاء والمحاماه أعضاء أسرة واحدة هى الأسرة القضائية((وقد غلب وضع الاسم لعمل القضاء لأن كلمته هى الفاصلة لكنها لا توجد ولا يفهم وجودهاولا تؤدى مأموريتها الا بعنصريها –القضاء والمحاماه))
وتراه يتعجب فيتساءل أن الخلاف قد قام بين الفريقين عن أصل واحد هو صون الكرامة فكيف يتفق الطرفان على المبدأ ثم يختلفان عند التنفيذ أو بمعنى آخر ما هو مفهوم الكرامة عند الطرفين ؟
وتظهر عبقرية مرقس واقتداره حين يصل بالتحليل الدقيق الى أن طبيعة عمل المحامى وخبراته المكتسبة من ممارسة المهنة لا يمكن ان تحمله على الاعتداء على القاضى . بينما طبيعة عمل القاضى الذى يؤدى وظيفته بين احترام الجمهور ووسط الابتسامات المملقة والخضوع المغرى من كل جانب تجعله يعتبر ان اى طلب او مناقشة بينه وبين المحامى فى عملهما المشترك خروجا على كرامة القضاء .
-ثم يدلل على صحة تعليله للمقارنة بين طبيعة عمل الاثنين((فهذا يرجو ويرجو وقد يقبل طلبه يوما ويرفض أياما فتتكون عنده عريزة الصبر بينما الآخر يحكم ويأمر فتتكون عنده غريزة الأمر واقتضاء الطاعة)).
-وهذا ((يترافع علنا ويكتب مذكرات يؤكد ثقته بعدالة قاضيه فكأنه يعبد قاضيه سرا وعلنا فاذا اتهمته بالاخلال بذلك الجلال فانما تكون قد اتهمته بالكفر باله هو صانعه)) -((..بينما طبيعة عمل القاضى السكوت علاوة على انه لا يتكلم عن اداب المأمورية المشتركة بينهما بل لعله لا يراها كذلك ))
-((ويعمل المحامى جاهدا على استمالة القاضى تمهيدا لاقناعه بحق موكله والقاضى لا يبغى شيئا من المحامى فمن ثم لا تهمه حالته النفسية وقد يرى ان تكرار الخضوع حقا له)) -ثم ينتهى من المرافعة فى هذا الجزء بنتيجة هى ان الطبيعة تحدثنا ان المحامى بحكم موقعه ولمصلحته الذاتية ومن غرائزه المكتسبة لا يعتدى .
-الا انه لا ينسى وهو فى هذا المقام ان يذكر بالاحترام والتقديس الواجبين لمهنة المحاماه ويتناول بالرد على العبارة التى وجهتها محمكة الجنايات بحكم الغرامة الى المحامين المنسحبين وكانت ((ان واجب المحامى ان يطيع المحكمة وان يعلم الناس طاعتها )).
-وتهتز لزئيره جنبات محكمة النقض حين يختم هذه الجزئية بقوله((لا يا سيدى ليس القاضى الذى يأمر ويقتضى الطاعة –وليس واجبنا أن نطيع أحد ولا أن نخضع لأحد ولا أن نعلم الناس الطاعة فلسنا أساتذة الطاعة والخضوع وانما نحن رسل الحق والهداية الى العدل)) -((ان القاضى لا يأمر ولا يحب طاعة ولا خضوعا ولا يقتضى ذلك من احد لكنه يعلن كلمة الحق وفى هذا جلاله امام الطاعة والخضوع اما الطاعة والخضوع فلها جنود ولها منفذون )). -ان المحامى امام القاضى لا يطيع ولا يخضع بل يبذل وقته ويرشد ويبين طريق العدالة ويهئ للقاضى ان يؤكد بأحكامه فى أذهان الناس وفى قلوبهم مكانته من الاجلال والاحترام وما ابعد شرف للارشاد وتمكين الجلال من منزلة الطاعة والخضوع وتعليم هذه المنزلة للناس )). -فاذا قلنا بالمساواة والاخلاص بين الاثنين فانما نرجو تلك المساواة الداخلية فى التقدير والاحترام لا المساواة الخارجية المستمدة من خوف الجماهير وتحيات الجنود فذلك مما لا مطمع ولا حاجة لنا به )).
-ثم تراه يستدير فى تؤدة ناحية ممثل النيابة الذى كتب فى مذكراته ان المحامى يترافع واقفا ليصل بذلك تلمبحا الى ان المحامى فى مرتبة ادنى من مرتبة القاضى فيقول له بدوره ((انما يقف المحامى امام القاضى وامام جمهور الناس ليشهدهم ويشهد الله قبلهم على انه رسول العدل )).
-((وانه من طرق العبادة ما تقوم به واقفا وما تقوم به جالسا وكلا الموقفين يستويان فلا تقل للمصلى جالسا انه يأمر المصلى واقفا وهو واحد لا يتجزءان)) -((ويتكلم المحامى واقفا جمعا لقوته ليثور على الباطل فان فى الجلوس فتورا وان الفتور جمودا )).
-((والوقوف عند الكلام ليس موقف الطاعة بل هو موقف تتفق فيه النيابة مع المحامى اذا تكلما )).
-((بل يقف المحامى فى مكان منخفض مرتديا السواد حزنا ليكون قريبا مع من قهرتهم شهوة الانسان ليسمع اناتهم فيرسل الى قلب القاضى صرخات المظلومين )).
| |
|